لماذا الرؤى والأحلام التي تعبر عن بشرى خير بعيدة التحقق ، ولماذا الرؤى التي تعبر عن إنذار أو مكروه أو شر قريبة التحقق ؟!
وهناك نستطيع أن نتطرق للاستدلال بجزء من قصه يوسف - عليه السلام - إذ أنه عندما رأى رؤيا في صغره كانت بشرى له بخير عظيم سوف ينتظره في مستقبله ، وكلنا نعلم قصته جيداً
لماذا هذه الرؤيا ؟!!
لأن من خلال القصة تبين أن طريق المكاره أو الصعاب أو الفشل أو العقبات - سمِّها ما شئت فلام مشاح في الاصطلاح - قد ربما تمر عليه البشرية جمعاء ، ولكن ما يميز بين الذين اجتازوا الصعاب والابتلاءات وبين الذين سقطوا بين براثن اليأس والإحباط و القنوط ؛ هو شيء واحد ألا وهو "حلم اليقظة أو الرؤية أو الهدف أو المبادئ التي تجعل الرائد يسير على درب النجاح " بلا انحراف ولا انجرلا انحراف عن الهدف الذي يسعى من أجله الناجحون 🚨🚧 ولا انجراف نحو اليأس والفشل 😨💀
وهكذا أيضاً "حلم الرؤى والأحلام "
إن الرؤى والأحلام - رغم أنها لا ينبني عليها عمل أو تشريع - كانت بمثابة الهدف أو وسيلة الصبر والثبات على طريق دعوة يوسف - عليه السلام - لأنه يعلم بأن الله لا يخلف وعده ، فكانت مراحل الابتلاءات والفتن التي مر عليها مرحلة تلي مرحلة تهوِّن عليه بما بشره الله من الجزاء العظيم ؛ الذي يستحقه بعد ذلك العناء والصبر عليه .
أما السؤال الثاني : لماذا تكون الرؤى أو الأحلام التي تحوي بين طياتها على إنذار أو تنبيه أو الحذر من وقوع مكروه أو شر قد تكون قريبة التحقق ؟!!
كلنا نعلم - أعزائي القراء - المقولة المشهورة لو عرفتم الغيب لاخترتم الواقع ، وهي تحكي لسان حال أنفسنا ، فلا يستطيع أن يتحمل الإنسان معرفة ما سيحدث له من مكروه في المستقبل القريب أو البعيد 😪😩😫.
ومن هذه النقطة قد يكون الحلم أو الرؤيا التي بها إنذار أو تنبيه من مكروه أو شر في المستقبل قد تكون سريعة الوقوع فيها ، لأنها لو كانت طويلة ما تحمل الإنسان تبعات التفكير السلبي - على الرغم ربما يرى الإنسان رؤيا بعيدة التحقق ولكن نادراً .
ويسأل سائل : لماذا تأتي الرؤيا التي تعبر عن مكروه ، ما دام أنها تقع ؟!
الحقيقة ؛ ليس معنى أن الإنسان أنه رأى رؤيا شر أو مكروه أنها تقع بالفعل .
الرؤيا التي تعبر عن مكروه ربما قد تكون لأحد الأسباب التالية :
- حتى يلجأ الإنسان أو المؤمن إلى الله - تعالى - بالعبادة ودعاء والصدقة ، لكي يرفع عنه البلاء أو المكروه ، ونعلم أن الدعاء والصدقة يرفعان البلاء عن المؤمن ، قال صلى الله عليه وسلم: " لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ " ، وقال أيضاً : " وإنَّ البلاء لينزِل فيتلقَّاه الدُّعاءُ، فيعتلجان إلى يوم القيامة "
- حتى يتهيأ الإنسان بالتفكير الإيجابي ولا يصطدم بالواقع له ، و لابد أن نعلم أن الله - جل وعلا - لم يخلق الشر الأكبر في الدنيا ، بل هي ابتلاءات للتمحيص واللجوء إليه - سبحانه وتعالى - وغير ذلك لحكمته ..
- حتى يبتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب التي هي محل البلاء الذي يقع عليه سواء في الدنيا أو الشر الأكبر الذي يقع عليه في الآخرة ، فتكون الرؤيا له تحذير له من غضب الله عليه وأن يتوب قبل لحظة انقباض الروح أعاذنا الله وأعاذكم .
هذا والله أعلم
أقرأ أيضا: تفسير رؤيا أو حلم الأرقام
للمزيد شاهد التالي
كلام طيب..وجهد مشكور..وبداية موفقة بإذن الله..
ردحذف